قال سفير الصين في قبرص ليو يانتاو أن إعادة التوحيد الوطني هو الشاغل الأساسي المشترك لكل من بكين ونيقوسيا، مشيراً إلى أنه لا يمكن ضمان السلام والازدهار العالمي إلا من خلال احترام القانون الدولي. كما أشار السفير في مقابلة مع وكالة الأنباء القبرصية إلى حق جمهورية قبرص في تطوير مواردها من الطاقة مسترشداً بالبيان المشترك الذي صدر عن البلدين في عام 2021، الذي أكد على أمور عدة من بينها احترامهما للحقوق البحرية وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار. أضاف "تلتزم الصين بشدة بهذا المبدأ وتدعو الأطراف المعنية إلى حل الخلافات من خلال الحوار السلمي والتشاور، وذلك لتجنب تأجيج حالة عدم اليقين وعدم الاستقرار في المنطقة".
وتعليقاً على التوترات الأخيرة في مضيق تايوان التي اشتدت الشهر الماضي على خلفية زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايبيه، قال السفير يانتاو إن السبب وراء ذلك هو الجانب الأمريكي، وبالتالي عليه أن يتحمل كل العواقب. أضاف أن أي محاولة لإنكار مبدأ الصين الواحدة "لن تنتهي إلا بالفشل"، مشيراً إلى أن الصين تشدد على الحاجة إلى إعادة التوحيد السلمي، لكنها "لن تستبعد استخدام القوة" كملاذ أخير وتحتفظ بخيارتها في اتخاذ "كل الإجراءات الضرورية".
عند سؤال السفير عما إن كان الوضع سيتصاعد في المستقبل، قال إن السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان قائم على أفضل وجه وكذلك رفاهية المواطنين على جانبي المضيق ومصالح دول المنطقة.
وفقاً للسفير يانتاو أن الولايات المتحدة أثارت الأزمة الحالية عبر مضيق تايوان من جانب واحد. على الرغم من احتجاجات الصين العديدة، لقد سمحت الولايات المتحدة لنانسي بيلوسي بزيارة تايوان وأصرت على بيع الأسلحة لتايوان، وإنه ليس أمام الصين خيار سوى اتخاذ إجراءات مضادة حازمة.لمواجهة الاستفزازات التي تهدد سيادة الصين وسلامة أراضيها.
واستطرد قائلاً أن بلاده ستتخذ جميع الإجراءات المضادة اللازمة لحماية السيادة والأمن الوطنيين وكذلك الاستقرار العام في المنطقة.
قال السفير يانتاو أن الولايات المتحدة دوماً "لا تتفق أقوالها مع أفعالها" بشأن سياسة الصين الواحدة. مضيفاً أن أي محاولة لتشويه الحقائق والنزاع أو إنكار مبدأ الصين الواحدة لن تنتهي إلا بالفشل.
عندما طُلب منه تحديد الآثار الجانبية المحتملة بسبب الوجود العسكري المتزايد في مضيق تايوان والذي يؤثر على سلاسل التوريد أو الطاقة بشكل مماثل لتداعيات الحرب في أوكرانيا، أشار السفير إلى أن "الناتو بقيادة الولايات المتحدة تجاهل المخاوف الأمنية لروسيا، وانتهك التزاماته وتوسع شرقاً خمس مراتمما أدى في النهاية إلى اندلاع أزمة أوكرانيا".
أضاف أن طبيعة قضية تايوان مختلفة تماماً عن طبيعة الأزمة الأوكرانية، حيث إن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين، وأن مسألة تايوان من الشؤون الداخلية البحتة للصين.
وتابع "الولايات المتحدة مستمرة في تحسين مستوى الاتصالات الرسمية مع سلطات تايوان وتنشر سفنها الحربية على أعتاب الصين لدعم القوات الانفصالية التايوانية، مما يؤدي بشكل خبيث إلى إحداث شرخ بين الأراضي الصينية الرئيسية وتايوان وتدخل صارخ في الشؤون الداخلية للصين".
وقال "يجب إدانة الأفعال الشاذة التي تقوم بها الولايات المتحدة التي تنتهك القواعد الأساسية للعلاقات الدولية، ووقفها بأقصى جهد من جانب المجتمع الدولي".
في معرض رده على سؤال حول ما إذا كانت بكين تفكر في إعادة التوحيد من خلال الوسائل السلمية أو القوة، قال السفير يانتاو إن القيادة الحالية والسابقة لجمهورية الصين الشعبية أكدت جميعها السياسة الأساسية المتمثلة في "إعادة التوحيد السلمي ودولة واحدة ونظامان".
أضاف أن الصين أصدرت مؤخراً تقريراً حكومياً بعنوان "مسألة تايوان وإعادة توحيد الصين في العصر الجديد" والذي يشير إلى أن إعادة التوحيد الوطني بالوسائل السلمية هو الخيار الأول للحكومة الصينية في حل قضية تايوان، حيث إن ذلك يخدم بشكل أفضل مصالح الأمة الصينية ككل.
كما أكد سفير الصين قائلاً "سنعمل بأكبر إخلاص وسنبذل قصارى جهدنا لتحقيق إعادة التوحيد السلمي. لكننا لن نستبعد استخدام القوة ونحتفظ بخيار اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة".
ورداً على سؤال حول إعادة التأكيد العلني لقبرص على سياسة صين واحدة وما إذا كان هذا قد جعل البلدين أقرب، قال السفير إن سياسة صين واحدة وقبرص واحدة هي حجر الزاوية في إقامة وتطوير العلاقات الدبلوماسية بين الصين وقبرص.
وقال "لقد التزمت قبرص بسياسة صين واحدة ودعمت بشدة جهود الصين لحماية سيادتها وسلامة أراضيها، مما يدل على مستوى عالٍ من الثقة السياسية المتبادلة بين الصين وقبرص كشركاء استراتيجيين وهو ما تقدره الصين بشدة".
كما أشار السفير إلى أن تحقيق إعادة التوحيد الوطني هو الشاغل الأساسي المشترك لكل من الصين وقبرص. إنها أيضاً القوة والسلطة الأسمى التي يمنحها القانون الدولي لجميع الدول ذات السيادة، بما في ذلك الصين وقبرص. إنه فقط من خلال احترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والأعراف الأساسية للعلاقات الدولية يمكن ضمان السلام والتنمية والازدهار في العالم.
وقال إن الدعم المتبادل بين الصين وقبرص لا يقوم فقط على الصداقة، ولكن أيضاً على المبادئ والأفكار المشتركة بين الجانبين كأعضاء مسؤولين في المجتمع الدولي.
سُئل السفير أيضاً عن دعم الصين لحق جمهورية قبرص في تطوير موارد الطاقة في منطقتها الاقتصادية الخالصة على خلفية أنشطة الحفر غير القانونية لتركيا في السنوات الماضية، وذلك بعيد الإعلان الأخير عن اكتشافات للغاز الطبيعي في الرقعة 6 قبالة سواحل قبرص، أشار السفير إلى أنه في نهاية عام 2021 أصدرت قبرص والصين بياناً مشتركاً حول إقامة الشراكة الاستراتيجية بين الصين وقبرص، حيث أعاد البلدان التأكيد على الالتزام المشترك باحترام السيادة الإقليمية والحقوق والمصالح البحرية بين جميع الدول وفقا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
أضاف "تلتزم الصين بشدة بهذا المبدأ وتدعو الأطراف المعنية إلى حل الخلافات من خلال الحوار السلمي والتشاور، وذلك لتجنب تأجيج حالة عدم اليقين وعدم الاستقرار في المنطقة".
وفيما يتعلق بالعلاقات السياحية، قال السفير الصيني أن بلاده وقبرص تخططان لإقامة حدث للترويج للسياحة عبر الإنترنت بحلول نهاية هذا العام.
أضاف أن ممثلين من الحكومات وجمعيات صناعة السياحة من كلا الجانبين سيناقشون كيفية تشجيع التبادلات الثنائية بين الشعبين والتعاون السياحي، من أجل التقارب بشكل أكبر لفتح رحلات مباشرة.
وأشار إلى أن فتح الرحلات الجوية المباشرة "أمر مهم" لأنه يشمل السياسات والمسائل الفنية وعلى وجه الخصوص آفاق السوق.
وخلص إلى أن الصين تدعم إجراء مزيد من المناقشات الثنائية حول فتح رحلات جوية مباشرة بين الصين وقبرص قريباً على أساس التعاون التجاري.
تم تقسيم قبرص منذ عام 1974 عندما غزتها تركيا واحتلت ثلثها الشمالي. فشلت الجولات المتكررة من محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة في التوصل إلى حل حتى الآن.
واق AGK/GCH/MMI/2022
نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية