أكد رئيس الجمهورية نيكوس خريستوذوليذيس أن إبراز الدور الجيوستراتيجي لقبرص، باعتبارها ركيزة للاستقرار والأمن في المنطقة، من شأنه أن يعزز أيضاً الجهود الرامية إلى تحقيق حل عملي قابل للتطبيق للمشكلة القبرصية.

 

أشار الرئيس في كلمته خلال حفل الافتتاح الرسمي لمؤتمر الجمعية التقدمية التعليمية الأمريكية اليونانية الذي أقيم مساء الاثنين في ليماسول، إلى أن المغتربين اليونانيين شكلوا دوماً دعماً ثابتاً وموثوقاً به في الجهود الجماعية لحكومة وشعب قبرص، من أجل التوصل إلى حل للمشكلة القبرصية وتحرير قبرص وتحقيق ظروف الأمن والازدهار.

 

قال الرئيس إنه سعيد بشكل خاص بالمشاركة في الحدث الذي يمثل افتتاح "المؤتمر رقم 102، والذي يقام لأول مرة في قبرص.

 

وفي إشارة إلى المشكلة القبرصية، قال الرئيس إن تركيا تواصل منذ نصف قرن احتلال 36.2% من أراضي قبرص بشكل غير قانوني، ولا يزال 200 ألف لاجئ وأحفادهم محرومين قسراً من مدنهم وقراهم وبلداتهم، ولا تزال حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع القبارصة تُنتهك من قبل الغزاة الأتراك.

 

كما شدد على أنه "على النقيض من الخطاب والتصرفات التركية التي يتم تعديلها بشكل شبه يومي، فإننا بالإضافة إلى جهودنا المستمرة لاستئناف المحادثات وإرادتنا السياسية الواضحة، نعزز بالأفعال وليس بالأقوال أهمية ودور جمهورية قبرص على المستوى الإقليمي والأوروبي".

 

قال الرئيس "إننا نستفيد من المزايا الجيوسياسية النسبية لبلدنا لتعزيز الاستقرار والأمن والازدهار لجميع دول منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ​​الأوسع، وهي منطقة ذات أهمية جيوستراتيجية خاصة".

 

وأشار إلى "العلاقات الممتازة مع جميع الدول المجاورة"، وقال "رغم أننا دولة صغيرة محتلة، وسط ظروف صعبة ومعقدة للغاية، مثل تلك التي نمر بها اليوم في الشرق الأوسط الأوسع، لم نتردد في اتخاذ مبادرات تهدف إلى تقديم حلول للقضايا ذات الاهتمام الدولي". وأعطى الرئيس مثالاً على ذلك وهي مبادرة حديثة من نيقوسيا، "ونحن فخورون بها بشكل خاص"، وهي خطة أملثيا، لقد عملنا بنجاح لإنشاء ممر بحري لتقديم المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين المتضررين في غزة".

 

وتابع قائلاً "بمثل هذه المبادرات، نثبت بشكل عملي أننا لسنا جزءاً من المشاكل، ولكن من خلال أفعالنا، نثبت أننا جزء للحل والتحديات الصعبة والمعقدة".

 

أعرب الرئيس عن اقتناعه بأن تسليط الضوء على الدور الجيوستراتيجي لقبرص باعتبارها ركيزة للاستقرار والأمن في هذه المنطقة، "يعزز جهودنا لتحقيق حل مستدام وعملي للمشكلة القبرصية، لتحقيق هدفنا النهائي الذي ليس سوى حل القضية القبرصية والتحرير وإعادة التوحيد. 

 

من جانبه، قال رئيس أساقفة قبرص جورجيوس إن هناك حاجة إلى نهج جديد لوقف الخطط الكارثية التركية، مضيفاً أن قبرص يجب أن تتولى حملة توعية دولية حول الأبعاد الحقيقية للمشكلة القبرصية.

 

وأشار إلى أن "الأجانب ينسون، ولا يعرفون ولا يتذكرون الغزو والاحتلال المستمر لـ 37% من دولة مستقلة".

 

قبرص مقسمة منذ عام 1974 عندما غزتها تركيا واحتلت ثلثها الشمالي. فشلت الجولات المتكررة من محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في التوصل إلى حل حتى الآن. انتهت الجولة الأخيرة من المفاوضات في تموز/يوليو 2017 في منتجع كران مونتانا السويسري دون نتائج حاسمة.

 

يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قام بتعيين الكولومبية ماريا أنجيلا هولغوين كوييار مبعوثة شخصية له بشأن قبرص لتقوم بدور المساعي الحميدة نيابة عنه والبحث عن أرضية مشتركة للمضي قدماً في مباحثات حل القضية القبرصية.

 

 

واق SK/AAR/EPH/MMI/2024

نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية