قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والتجارة الخارجية في لوكسمبورج كزافييه بيتل أن قبرص "جسر بين الأطراف المختلفة في الشرق الأوسط"، وذلك في تصريحات مشتركة مع وزير الخارجية كونستانتينوس كومبوس، الذي تعهد بأن قبرص ستواصل  العمل مع الدول الصديقة، في محاولة لإرسال الرسائل الصحيحة في صراع الشرق الأوسط.

 

جاء كلام الرجلين عقب اجتماع عقداه في وزارة الخارجية في نيقوسيا.

 

تطرق بيتل إلى المشكلة القبرصية، مشيراً إلى أن لوكسمبورغ ستواصل دعمها. وقال "نحن بحاجة إلى مفاوضات سلمية، وحل فيدرالي ثنائي من منطقتين وطائفتين على أساس القانون الدولي".

 

قال وزيرا الخارجية إن العلاقات الثنائية يمكن أن تعزز بشكل أكبر في مجالات التعليم والثقافة والاستثمارات، واتفقا أنه على الاتحاد الأوروبي أن يفعل المزيد ويستطيع أن يفعل المزيد لإحلال السلام في الشرق الأوسط.

 

رحب كومبوس في تصريحاته بعد الاجتماع بنظيره في قبرص، حيث يصادف عام 2024 مرور 20 عاماً على انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، مضيفاً أن البلدين سيحتفلان قريباً بمرور 55 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية.

 

وفقاً لوزير الخارجية، اتفق الرجلان على وجود إمكانات وفرص كبيرة لتوسيع التعاون الوثيق بين البلدين في مجالات التعليم والثقافة والاستثمارات من أجل المنفعة المتبادلة، مضيفاً أن قبرص ولوكسمبورغ بحاجة إلى العمل على العلاقات بين الشعبين وبين الشركات وأنهما ستبحثان في طرق جعل ذلك قابلاً للتطبيق العملي".

 

شكر وزير الخارجية في تصريحاته بعد الاجتماع، لوكسمبورغ على "موقفها الثابت والقائم على المبدأ"، وهو الموقف الذي "يسترشد بالقانون الدولي العام ويتماشى مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من أجل اتحاد ثنائي من منطقتين وطائفتين مع المساواة السياسية، كما هو موضح في تلك القرارات".

 

قال الوزير كومبوس إنه ناقش مع نظيره من لوكسمبورغ القضايا ذات الاهتمام المشتر، وأنهما عضوين في الاتحاد الأوروبي ويحاول كل منهما أن يجعل حضوره أكبر من حجمه الجغرافي أو السكاني. كما أعرب عن اعتقادهما المشترك بأن مستقبل الاتحاد الأوروبي يتطلب منهما أن يظلا ملتزمين تماماً بالقيم التي تدعم الأسرة الأوروبية، وأن ما تم تحقيقه طوال هذه السنوات لا ينبغي أبداً اعتباره أمراً مسلماً به. وأكد أن "التهديدات موجودة وأن التحديات قائمة".

 

قال الوزير كومبوس أيضاً إنه ناقش بيتيل الوضع في الشرق الأوسط، حيث أشار إلى أن التطورات في تدهور مستمر، مع المزيد من التصعيد، سواء فيما يتعلق بلبنان أو غزة أو حتى الضفة الغربية.

 

وأكد في هذا الصدد "ندعو مرة أخرى إلى إطلاق سراح الرهائن ووقف فوري لإطلاق النار وأن تظهر جميع الأطراف أقصى درجات ضبط النفس. يجب أن تسود الدبلوماسية قبل فقدان المزيد من الأرواح البريئة. ستواصل قبرص العمل مع الدول الصديقة في هذا الاتجاه، في محاولة لإرسال الرسائل الصحيحة"، مضيفاً أن بيتل سيزور المنطقة في الساعات القليلة القادمة، "وهي فرصة مهمة للغاية لإرسال هذه الرسائل الواضحة للغاية".

 

كما أشار إلى قرار الكنيست الإسرائيلي أمس بشأن الأونروا، واصفاً الوكالة التابعة للأمم المتحدة بأنه "لا غنى عنها وقيمة للغاية في جميع الاتجاهات في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ولبنان وسوريا والأردن"، مضيفاً أن العمل الذي كُلِّفت به، بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية الحيوية في غزة، أمر ضروري وأن المجتمع الدولي يجب أن يفعل كل ما في وسعه لضمان استمرار ذلك.  

 

وفي ختام حديثه، قال إن الرجلين أكدا التزامهما ودعمهما لسيادة وسلامة أراضي أوكرانيا، "دائماً بما يتماشى مع سياسة الاتحاد الأوروبي".

 

من جانبه، قال كزافييه بيتيل إن زيارته هي أيضاً إشارة ليس فقط إلى العلاقات السياسية الودية بين البلدين، بل أيضاً إلى القيم المشتركة، "ومشاركة هدف بعينه وهو ربما ليس أن نكون الأكبر من حيث الحجم أو عدد السكان، ولكن أن نكون من يستمع ويحاول أن يفهم ويقترح ويتوسط ويكون يكون متواجداً".

 

وأشار إلى أنه "لا يمكننا اختيار جيراننا ولكن يمكننا بناء مستقبلنا وهذا ما نحن أقوياء فيه".

 

وفي إشارة إلى مشاركته لاحقاً في مناقشة مع الطلاب في جامعة قبرص، قال إننا بحاجة دوماً إلى مناقشات مع مواطنينا لشرح سبب أهمية أوروبا، مضيفاً أن لوكسمبورغ تعلم أنه من خلال التعددية والعمل معاً نصبح أقوى.

 

علق بيتيل على العلاقات الثنائية قائلًا "تحتفلون بمرور 20 عاماً على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وأيضاً بمرور 55 عاماً العام المقبل على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأنه من المهم أن نناقش أيضاً مع غرفة التجارة ووزارة التجارة الخارجية ما إذا كان هناك اهتمام بالنمو بشكل أكبر وزيادة التبادلات بين البلدين".

 

وفيما يتعلق بالقضية القبرصية، قال إن قبرص مقسمة منذ 50 عاماً وأن لوكسمبورغ ستواصل دعمها "نحن بحاجة إلى مفاوضات سلمية وحل فيدرالي ثنائي من منطقتين وطائفتين بما يتماشى مع القانون الدولي الذي هو العمود الفقري للمجتمع الدولي. أعلم أن الأمم المتحدة ليست دائماً الحل الأسهل، لكنها المكان الذي نحتاج فيه إلى إجراء هذه المناقشات وتنفيذ الحلول التي لدينا".

 

شكر وزير اوكسمبورغ قبرص على دعمها للشرق الأوسط. وأشار قائلاً "أنتم أقرب منا، لكنكم أيضاً الجسر بين الأطراف المختلفة"، معرباً عن تقديره لبيان وزير الخارجية كومبوس بشأن الأونروا.

 

كما شدد على أنه "بدون الأونروا لا يوجد تعليم ولا صحة ولا طعام ونحن سنواصل دعم الأونروا. سألتقي برئيس الكنيست، وسألتقي أيضاً بوزير الخارجية في إسرائيل ورئيس الوزراء في فلسطين، وسنزور الأونروا أيضاً. "لن نلغي اجتماع الأونروا بسبب قرارات الكنيست. من المهم الاستمرار، لا يوجد بديل مع علمنا بالوضع على الأرض".

 

 قال بيتل إنه لا يوجد جبهة مشتركة في الاتحاد الأوروبي عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية وأن أوروبا ليست موحدة بشأن هذه القضايا وليس لديها موقف مشترك.

 

أضاف "قبرص ولوكسمبورج متحدتان لأننا نعلم أننا نريد وقف إطلاق النار وحل الدولتين، لكن السياسة الخارجية في الوقت الحالي هي الإجماع وبالتالي فإن النفوذ الأوروبي صغير جداً على الأرض".

 

وتابع "نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار، وكذلك إلى خطوات من الجانبين"، مضيفاً أن التنسيق مع الدول الأخرى غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مطلوب أيضاً للتأثير على الأرض.

 

وأكد أن "السلام في فلسطين سيجلب أمن إسرائيل، ولا يمكن لطرف أن يطغو على الآخر.

 

تم تقسيم قبرص منذ عام 1974 عندما غزتها تركيا واحتلت ثلثها الشمالي. فشلت الجولات المتكررة من محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في التوصل إلى حل حتى الآن. انتهت الجولة الأخيرة من المفاوضات في تموز/يوليو 2017 في منتجع كران مونتانا السويسري دون نتائج حاسمة.

 

  

واق KA/EPH/MMI/2024

نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية