حذّر محافظ البنك المركزي القبرصي خريستوذولوس باتساليذيس من أن تصاعد حالة عدم اليقين العالمية وفرض تعريفات جمركية جديدة، قد يؤديان إلى انحراف عن السيناريو الأساسي للبنك للنمو الاقتصادي في عام 2025.
أشار باتساليذيس في مداخلة عامة نُشرت يوم الاثنين على الموقع الرسمي للبنك، إلى أن حالة عدم اليقين المحيطة بالتوقعات الاقتصادية العالمية لبست مستمرة فحسب، بل إنها تتفاقم، مدفوعةً بظهور مخاطر جديدة ومعقدة.
وقال "يتزايد احتمال الانحراف عن السيناريو الأساسي في ظل هذه الظروف".
كانت توقعات الاقتصاد الكلي الأساسية الحالية للبنك المركزي القبرصي - التي صيغت قبل التطورات الأخيرة المتعلقة بالتعريفات الجمركية - نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تزيد قليلاً عن 3% للفترة 2025-2027، مع توقع انخفاض التضخم نحو الهدف متوسط الأجل البالغ 2%.
ومع ذلك، حذّر المحافظ من أنه من المتوقع أن يكون للرسوم الجمركية الأمريكية التي فرضت مؤخراً على الاتحاد الأوروبي تأثيراً غير مباشر على الاقتصاد القبرصي ودول أخرى.
وقال "إن البنك المركزي القبرصي يجري حالياً تحليلاً للسيناريوهات المُحدّثة كجزء من نظام اليورو، ومن المتوقع نشر النتائج في حزيران/يونيو 2025".
حذّر باتساليذيس من تزايد المخاطر التي تتجاوز التجارة، من بينها الهجمات الإلكترونية والتوترات الجيوسياسية وتكلفة خطط الدفاع الجديدة للاتحاد الأوروبي، والتي قد تُرهق الميزانيات الوطنية. كما أشار إلى الأصول الرقمية كتهديد للاستقرار المالي، وسلّط الضوء على تغير المناخ كتحدٍّ رئيسي. وأشار إلى أن التحليلات العالمية تُحذر من توقف انخفاض التضخم ومخاطر الركود التضخمي، وتزايد احتمالات حدوث سيناريوهات مالية متطرفة.
قال باتساليذيس "يجب على قبرص كاقتصاد صغير ومنفتح أن تواصل تطبيق سياسات حكيمة ومنضبطة لتعزيز قدرتها على الصمود في وجه الصدمات الخارجية".
وتابع "بفضل نهجها المستقر والتطلعي، يمكن لاقتصادنا اغتنام فرص جديدة وتعزيز مكانته في المشهد الاقتصادي الأوروبي والعالمي". في هذا السياق، شدد محافظ البنك المركزي القبرصي على ضرورة تعزيز احتياطيات الأمان في جميع قطاعات الاقتصاد، مع اضطلاع القطاعين العام والمصرفي بدور قيادي في الحفاظ على الاستقرار والنمو.
كما أكد على ضرورة استمرار جهود خفض الدين العام، مع التركيز على الحد من الإنفاق غير المرن وترشيد أجور القطاع العام.
وأشار إلى أن "الطريقة الوحيدة الموثوقة لتعزيز القدرة على الصمود في وجه أي نقص محتمل في الإيرادات خلال فترات الركود هي تعزيز مرونة الإنفاق العام".
وأكد على ضرورة تسريع التحول الرقمي لتعزيز الإنتاجية وجذب الاستثمار. كما حث على استثمارات عالية الجودة ومستدامة، وإنتاج قائم على التصدير، وإصلاحات هيكلية لتعزيز القدرة التنافسية.
أشار باتساليذيس إلى أن الاقتصاد القبرصي أثبت قدرته على التكيف خلال الأوقات الصعبة. وقال: "في ظل البيئة الدولية غير المستقرة والمتغيرة حالياً، تُعد الرؤية والحكمة والمرونة أدوات أساسية لتحقيق النمو المستدام".
وأضاف أنه في العصر الرقمي للذكاء الاصطناعي، يجب أن تكون القدرة على التكيف سريعة وثابتة.
واق TNE/MK/MMI/2025
نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية