تم امس الثلاثاء مناقشة الحاجة إلى المزيد من مشاركة الاتحاد الأوروبي في معالجة قضية الهجرة من خلال نهج شامل، وذلك خلال مناقشة المائدة المستديرة في نيقوسيا والتي حملت عنوان "بناء التآزر لمعالجة أزمة الهجرة".

 

حضر الحدث رئيسة مجلس النواب أنيتا ديميتريو ورئيس المجلس الوطني النمساوي ولفجانغ سوبوتكا ووزير الداخلية كونستانتينوس ايوانو ورئيس اللجنة الداخلية في مجلس النواب أريستوس ذاميانو وأستاذ تقييم المخاطر في الجامعة الأوروبية في قبرص جورج بوستراس.

 

تبادل المتحدثون خلال الحدث وجهات النظر حول الحاجة إلى تنفيذ استراتيجية شاملة على مستوى الاتحاد الأوروبي، على ضوء كل من الميثاق الجديد للهجرة واللجوء، الذي وافق عليه البرلمان الأوروبي مؤخراً، وخطة عمل الاتحاد الأوروبي لشرق البحر الأبيض المتوسط.

 

قالت رئيسة مجلس النواب "نتوقع المزيد من الاتحاد الأوروبي، نحن الدولى الأولى في استقبال مهاجرين غير شرعيين ونتوقع الدعم من الاتحاد الأوروبي"، مشيرةً إلى الحاجة إلى حماية الحدود الخارجية للاتحاد.

 

أشارت ديمتريو أيضاً إلى ضرورة أن يفي الأشخاص الحاصلون على اللجوء بالتزاماتهم فيما يتعلق باحترام سيادة القانون في الدول المضيفة. وقالت إنها ناقشت مع سوبوتكا قضية الهجرة والحاجة إلى تحديد بعض المناطق في سوريا كمناطق آمنة.

 

وأخيراً أشارت إلى الحاجة إلى أن يبذل الاتحاد الأوروبي المزيد من الجهود، قائلة "إننا بحاجة إلى نهج شامل لقضية المهاجرين"، وحذرت من خطر صعود اليمين المتطرف.

 

بدوره أعرب سوبوتكا عن دعمه لقبرص وذكر أن النمسا استقبلت تدفقات الهجرة من المجر وجمهورية التشيك في منتصف الخمسينيات ودول أخرى بعد ذلك. وفي حديثه عن تحديات الهجرة اليوم، قال إنه يتعين علينا أن نفكر في الأمد البعيد وكيف يمكننا التعامل مع هذه القضية المهمة.

 

أشار سوبوتكا إلى مشاكل دمج المهاجرين في المجتمعات، قائلاً إن "أكثر من 30% من الأطفال المهاجرين في فيينا لا يتحدثون اللغة الألمانية، لذا فإن التكامل والاندماج أمر صعب". وقال أنه ينبغي إيجاد استراتيجية دائمة بشأن هذه القضية، مشيراً إلى أنه رأى مسلمين مندمجين يرسلون أطفالهم إلى المدارس الكاثوليكية لتعلم اللغة الألمانية بشكل أفضل.

 

وفي مداخلته، قال وزير الداخلية إن قبرص تتعرض لضغوط هجرة مكثفة بسبب قربها من الشرق الأوسط. وأشار إلى أنه منذ عام 2015 وحتى عام 2023، استقبلنا خمسة أضعاف من المهاجرين غير النظاميين مقارنة بأي دولة عضو أخرى في الخطوط الأمامية".

 

وأشار الوزير إلى أن 95% من المهاجرين كانوا يأتون عبر الخط الأخضر، وهو أمر تغير الآن. وقال أيضاً إن جمهورية قبرص قدمت مؤخراً احتجاجات إلى الرابطة الأوروبية لضمان الجودة في التعليم العالي، بشأن "الجامعات" في الأراضي المحتلة من قبل تركيا، والتي تمنح "تأشيرات طلابية" لمواطني دول ثالثة، خاصة من الأفارقة الذين يتقدمون بعد ذلك بطلب اللجوء في جمهورية قبرص.

 

قال ايوانو أنه من أجل الحد من تدفقات الهجرة، تم تنفيذ حملات إعلامية في الكاميرون والكونغو ونيجيريا، في حين يتم التركيز على العودة الطوعية للمهاجرين. وشدد على ضرورة حماية حدود الاتحاد الأوروبي قائلاً "يجب أن تكون الوكالة الأوروبية لخفر السواحل والحدود في المقدمة".

 

كما تحدث الوزير عن الحاجة إلى مراجعة وضع المناطق في سوريا، مشيراً إلى أنه "بعد 13 عاماً، تغيرت الحقائق والأوضاع على أرض الواقع في سوريا".

 

يذكر أن النقاش جرى بحضور طلاب يتدربون في مجلس النواب.

 

تم تقسيم قبرص منذ عام 1974 عندما غزتها تركيا واحتلت ثلثها الشمالي.

 

 

واق ZSO/AAR/MK/MMI/2024

نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية