قال سفير اليونان لدى قبرص يوانيس باباميليتو في فعالية أقيمت مساء الخميس في مقر إقامته بنيقوسيا، أن هناك نحو 5 آلاف طفل تم استقبالهم من قبل اليونان في الفترة من 1974 إلى 1979، فيما أشارت وزيرة التعليم والرياضة والشباب أثينا ميخائيليدو إلى أن الشعب اليوناني رحب بهم بحرارة، حيث شعر هؤلاء الأطفال الذين فروا كلاجئين من قبرص بأقصى درجات التضامن والكرم وحب الشعب اليوناني.

 

قال رئيس جمعية الأطفال غير المصحوبين بذويهم اندرياس ثيودوسيو "نحن لا نطلب أي شيء، ولكن فقط أن تُعرف قصتنا"، مضيفاً أنه من خلال قصة هؤلاء الأطفال الذين استضافتهم اليونان، يتم تسليط الضوء على قضايا الرعاية والتبني وقبول التنوع، والتي لا تزال تشكل مصدر قلق للمجتمع اليوم، مع استضافة أطفال اللاجئين غير المصحوبين بذويهم في قبرص من قبل أسر عادية ويومية.

 

قالت الوزيرة ميخائيليدو في مداخلتها خلال الحدث الذي أقيم بمناسبة الذكرى الخمسين للغزو التركي، أن صيف عام 1974 كان الجانب الأكثر مأساوية في تاريخ قبرص وأن أحداثه شكلت أصعب اختبار لشعبها، "لقد كان أيضاً اختباراً للشعب اليوناني الشقيق، الذي وقف مرة أخرى إلى جانبنا والذي أكد الروابط القوية بيننا".

 

أضافت الوزيرة أن مبادرة نقل العشرات من الأطفال القبارصة إلى اليونان خلال تلك الأيام الصعبة، حتى يتمكنوا من مواصلة تعليمهم في مؤسسات تعليمية مختلفة في بيئة آمنة وفي رعاية تامة، أبرزت بشكل واضح هذه الروابط التي لا تنفصم، مضيفة أنه منذ اللحظة الأولى تبنى الشعب اليوناني هذه المبادرة بحرارة، حيث شعر هؤلاء الأطفال الذين فروا كلاجئين من قبرص بأقصى حد من التضامن والكرم وحب الشعب اليوناني أثناء إقامتهم في مدن اليونان المختلفة.

 

قالت ميخائيليدو أنه يتعين علينا تسليط الضوء على قيمة التضامن الذي أظهرته اليونان في تلك اللحظة المأساوية، "وهو التضامن الضروري لبقائنا الوطني والمادي. إننا في الوقت الحاضر، عندما تظل قضيتنا الوطنية دون حل والتحديات تتزايد باستمرار، مدعوون إلى المضي قدماً بالوحدة".

 

واستطردت "إننا مدعوون إلى مواصلة النضال من أجل التوصل إلى حل عادل وقابل للتطبيق و الاستمرار، إلى حل ينهي الاحتلال التركي المستمر ويعيد توحيد بلادنا".

 

كما أكدت أن "ما نسعى إليه، كما ذكر رئيس الجمهورية نفسه هو استعادة حقوق الإنسان في بلادنا، التي حرم منها جميع المقيمين الشرعيين في بلادنا، ومنحهم الحق في العيش من جديد في ظروف من الأمن والسلام والرخاء"، مضيفة أن نية الجانب القبرصي اليوناني في هذا السياق هي استئناف المحادثات على الفور، من أجل التوصل إلى تسوية شاملة للقضية القبرصية من خلال الحوار.

 

أضافت "نريد أن نسلم للجيل الجديد وطناً خالياً من جيوش الاحتلال والضمانات التي عفا عنها الزمن وحقوق التدخل من جانب دول ثالثة، وسنواصل السعي لتحقيق هذا الهدف. لأننا مدينون بذلك لأولئك الذين عانوا من الأحداث المأساوية للغزو، ولأولئك الذين عاشوا ونشأوا وماتوا كلاجئين، ولأولئك الذين ما زالوا ينتظرون عودتهم".

 

قال السفير اليوناني وفي كلمته، "إن الحب غير الأناني الذي استقبل به اليونانيون واستضافوا اللاجئين القصر في عام 1974 هو مثال للإنسانية والعطاء والتضامن لنا جميعاً اليوم وللأجيال القادمة"، مضيفاً "من واجبنا أن نحافظ على ذكرى هذا العمل حية وأن نحمي ونعزز العلاقات الأخوية غير القابلة للانفصام بين اليونان وقبرص، وهي العلاقات الأخوية التي تؤكدها يومياً عمق ومستوى العلاقات الثنائية الممتازة بين اليونان وقبرص، وهي الروابط الأخوية والوطنية التي تجعل مشكلة قبرص أولوية سياسية قصوى لليونان".

 

وأكد السفير اليوناني أن اليونان ستواصل، في ظل الظروف الحالية، بعد تعيين المبعوثة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة، التعاون والتنسيق المستمر مع نيقوسيا ودعم الجهود الحثيثة التي يبذلها الرئيس خريستوذوليديس لاستئناف المحادثات وتهيئة الظروف لتسوية قضية قبرص في إطار قرارات الأمم المتحدة ووفقا للمكتسبات الأوروبية".

 

كما أشار السفير اليوناني إلى العمل القيم الذي قامت به جمعية الأطفال غير المصحوبين بذويهم في اليونان 1974-1979، وقال إنها تذكرنا، من خلال سلسلة من الفعاليات المنظمة في اليونان وقبرص، بهذا الجانب الخاص من التاريخ الذي لا ينبغي أن ننساه.

 

تم تقسيم قبرص منذ عام 1974 عندما غزتها تركيا واحتلت ثلثها الشمالي. فشلت الجولات المتكررة من محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في التوصل إلى حل حتى الآن. انتهت الجولة الأخيرة من المفاوضات في تموز/يوليو 2017 في منتجع كران مونتانا السويسري دون نتائج حاسمة.

 

يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قام بتعيين الكولومبية ماريا أنجيلا هولغوين كوييار مبعوثة شخصية له بشأن قبرص لتقوم بدور المساعي الحميدة نيابة عنه والبحث عن أرضية مشتركة للمضي قدماً في مباحثات حل القضية القبرصية.

 

 

واق KA/EPH/MMI/2024

نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية