قالت سوزانا بوسكوفيتش برودانوفيتش سفيرة صربيا في نيقوسيا لوكالة الأنباء القبرصية "هناك قبرص واحدة فقط وهناك احتلال غير قانوني لجزء من أراضيها، وهو احتلال لن يتم الاعتراف به من قبلنا أبداً على أنه شرعي".

 

أكدت السفيرة في مقابلة لها مع وكالة الأنباء القبرصية أن البلدين يدعمان بعضهما البعض عندما يتعلق الأمر بحماية مصالحهما الوطنية الرئيسية، وقالت إنه من المتوقع عقد اجتماع ثنائي بين رئيسي قبرص وصربيا على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

 

قالت السفيرة "نأمل بصدق أن تثمر جهود الرئيس خريستوذوليذيس وغيره من الساسة القبارصة وأن تستأنف المفاوضات بين الطائفتين هذا الخريف"، مؤكدة أن هناك أطر واضحة توفرها قرارات ملزمة عديدة صادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي تشكل الأساس لحل القضية القبرصية".

 

أضافت السفيرة لوكالة الأنباء القبرصية أن الانضمام الكامل لبلادها إلى الاتحاد الأوروبي يظل الأولوية الرئيسية للسياسة الخارجية، مضيفة أن صربيا تتمتع بالدعم الكامل من جمهورية قبرص في هذا الهدف.

 

وفي إشارة إلى الوضع في كوسوفو وميتوهيا، قالت إنه يزداد سوءاً وأعربت عن امتنانها لنيقوسيا لدعم بلغراد في جميع المحافل الدولية بشأن هذه القضية.

 

وعندما سئلت عن العلاقات الثنائية، قالت إن "القيم التقليدية في مجتمعاتنا تستند أيضاً إلى التقاليد الأرثوذكسية المشتركة"، مضيفة أن القادة السياسيين على اتصال وثيق وثقة متبادلة، ويظهرون معاً في المناسبات الإقليمية والدولية وأشارت إلى "أننا نتوقع أن يعقد رئيسينا اجتماعاً ثنائياً على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك".

 

أكدت السفيرة أن "الجانبين يدعمان بعضهما البعض خاصة عندما يتعلق الأمر بحماية المصالح الوطنية الأساسية".

 

وأشارت إلى أن هناك دائماً مجالاً لتحسين التعاون الثنائي، وقالت إن هناك رغبة لدى الجانبين في تنفيذ أكبر عدد ممكن من المشاريع الملموسة التي ستكون مرئية ومفيدة للمواطنين - في مجال التجارة والاقتصاد من خلال الاستثمارات المباشرة، وفي مجال الثقافة والتعليم والبحث العلمي والدفاع والأمن.

 

وأعربت عن ارتياحها لحقيقة أن عدد السياح الصرب في قبرص آخذ في الازدياد وقالت إن صربيا ترغب في رؤية المزيد من السياح القبارصة في منتجعاتها وجبالها.

 

أشارت السفيرة إلى إن بلغراد ستستضيف المعرض الدولي 2027 وأعربت عن أملها في أن يكون لقبرص جناح وطني "يستحق السمعة التي تتمتع بها في صربيا".

 

وفيما يتعلق بالقضية القبرصية أعربت السفيرة عن أملها في استئناف المحادثات القبرصية في الخريف. وأكدت أن هناك أطراً واضحة توفرها قرارات ملزمة عديدة صادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي تشكل الأساس لحل القضية القبرصية - اتحاد ثنائي من منطقتين وطائفتين ككيان قانوني دولي فريد، وبالطبع انسحاب القوات العسكرية المحتلة من أراضي جمهورية قبرص".

 

وعندما سُئلت عن مسار انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي، قالت إن الانضمام الكامل يشكل الأولوية الرئيسية لبلادها وأعربت عن امتنانها لقبرص على دعمها في ذلك.

 

كما أكدت السفيرة أن الإدارة والنظام القانوني والاقتصاد والقطاع غير الحكومي جميعها يعمل بشكل مكثف منذ عقدين من الزمن على الإصلاحات الشاملة التي ستمكن من اعتماد المكتسبات الأوروبية، فضلاً عن إعداد مؤسساتها للمشاركة المتساوية في عمليات صنع القرار داخل الاتحاد الأوروبي.

 

ومع ذلك، أشارت إلى أنه "ليس سراً أن عملية الانضمام لها صعود وهبوط وأن الرأي العام في صربيا هو أنها تستغرق وقتاً طويلاً وأن الاتحاد الأوروبي لم يكن لديه ما يسمى بالقدرة الاستيعابية للترحيب بأعضاء جدد لسنوات عديدة، مما يتسبب في تراجع الحماس العام في جميع دول غرب البلقان".

 

استطردت قائلة، إن ما هو مطلوب هو "شجاعة سياسية إضافية من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وإدراك أن مشروع أوروبا الموحدة لن يكتمل بدون غرب البلقان".

 

وقالت إن صربيا دولة أوروبية في جميع النواحي، سواء جغرافياً أو تاريخياً أو ثقافياً.

 

وأشارت إلى أننا لا نتوقع الحصول على أي شيء من الاتحاد الأوروبي خاصة فيما لا نستحقه، بل على العكس نعتقد أنه يمكننا التعاون والمساهمة في الاتحاد الأوروبي على المستوى الاقتصادي والسياسي، وكذلك في مجال الأمن.

 

كما سُئلت السفيرة عن الوضع في كوسوفو وميتوهيا، فقالت إنه "منذ شباط/فبراير 2021 عندما تولى ما يسمى رئيس الوزراء ألبين كورتي السلطة، أصبح الوضع أسوأ، وفي الأشهر الأخيرة هناك تصعيد إضافي". وأضافت أن "عدد الهجمات ذات الدوافع العرقية ضد الصرب المتبقين ارتفع إلى 540 حادثة في السنوات الثلاث الماضية"، أضافت أن "نظام كورتي يقوم بخطوات أحادية الجانب وغير منسقة، وهي خارج إطار حوار بروكسل تماماً وتقوض مصداقيته".

 

وقالت السفيرة إنه من المؤسف أن صربيا تشعر أنها في السنوات الأخيرة بمفردها على طاولة المفاوضات وأن نهجها البناء لا طائل من ورائه. وتذكرت تصريحاً حديثاً للرئيس ألكسندر فوسيتش قال فيه أن صربيا تتوقع في الفترة المقبلة استئنافاً جدياً للحوار ووقف الإجراءات الأحادية غير المنسقة التي اتخذتها بريشتينا.

 

وأكدت "إننا ممتنون للغاية لجمهورية قبرص على الدعم المستمر الذي تقدمه لنا فيما يتعلق بكوسوفو وميتوهيا في جميع المحافل الدولية ذات الصلة، وخاصة داخل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا".

 

وعندما سئلت عن موقف بلادها من أوكرانيا، قالت إنهم يعترفون بحق أوكرانيا في السيادة ويحترمون تماماً سلامة أراضيها ويرسلون باستمرار المساعدات الإنسانية ويستقبلون اللاجئين الذين طلبوا الحماية.

 

كما أشارت إلى أنه "بصفتنا دولة عانت من ويلات الحرب، فإننا نشعر بحزن عميق إزاء حجم المعاناة". وقالت السفيرة إن صربيا تدعم الوقف الفوري للعمليات العسكرية وبدء المفاوضات الدبلوماسية لتعزيز السلام.

 

واختتمت قائلة "إن صربيا لم تفرض عقوبات على الاتحاد الروسي مرة أخرى استناداً إلى تجربتها التاريخية، لأن العقوبات تلحق الضرر دائماً بمن لديهم أقل قدر من التأثير أو لا تأثير لهم على صنع القرار السياسي".

 

تم تقسيم قبرص منذ عام 1974 عندما غزتها تركيا واحتلت ثلثها الشمالي. فشلت الجولات المتكررة من محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في التوصل إلى حل حتى الآن. انتهت الجولة الأخيرة من المفاوضات في تموز/يوليو 2017 في منتجع كران مونتانا السويسري دون نتائج حاسمة.

 

 

واق AAR/GCH/MMI/2024

نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية