صرح رئيس الجمهورية نيكوس خريستوذوليذيس أن الجميع يدركون الآن النهج البناء للجانب القبرصي اليوناني بشأن المشكلة القبرصية ويركزون على تركيا لاستئناف المحادثات ذات المغزى، على أساس الإطار المتفق عليه.

 

وجه الرئيس خريستوذوليذيس في خطاب متلفز بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لاستقلال قبرص، حديثه أيضاً إلى القبارصة الأتراك، مؤكداً لهم أنه يسمع مخاوفهم ورغباتهم في إعادة التوحيد، مضيفاً أنه يأمل أن يسفر الاجتماع الثلاثي الذي سيعقد في تشرين الأول/أكتوبر مع زعيم القبارصة الأتراك إرسين تتار بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن نتائج إيجابية.

 

أشار الرئيس إلى أنه منذ اللحظة الأولى لتأسيس جمهورية قبرص، "كان هناك للأسف دوماً  صعوبات أو تحديات أو تهديدات" حيث كانت هناك حاجة إلى النضال المستمر للحفاظ على استقلالنا وسيادتنا وسلامة أراضينا.  

 

استذكر الرئيس خريستوذوليذيس عام 1974 قائلاً "لقد عانى وطننا بعد استقلاله بوقت قصير. فقد وفر الانقلاب الغادر الذي قامت به الطغمة العسكرية في اليونان، الذريعة لتركيا التي كانت تسعى إليها للمضي قدماً في غزوها الوحشي، مع كل العواقب المأساوية التي واصلنا تحملها على مدى السنوات الخمسين الماضية. إنه نصف قرن من احتلال 37% من أراضينا والنزوح والمفقودين والمحاصرين، والحرمان من الممتلكات والمنازل وتدمير تراثنا الثقافي والديني".

 

قال الرئيس إنه على الرغم من الصعوبات والدمار والمعاناة التي أعقبت ذلك، وجهت جمهورية قبرص قواها وعملت بجد، وحققت في عام 2004 الانضمام إلى الأسرة الأوروبية الكبرى، ثم في عام 2008 إلى منطقة اليورو.

 

أضاف أنه لا شك أن "انضمامنا إلى الاتحاد الأوروبي كان التطور الأكثر أهمية في تاريخ بلادنا بعد الاستقلال، حيث أثر وضعنا كدولة عضو في الأسرة الأوروبية بشكل إيجابي على جميع جوانب حياتنا اليومية، ورفع مستوى معيشة مواطنينا وفتح آفاقاً جديدة للطلاب والخريجين ورجال الأعمال وجميع المواطنين القبارصة الأوروبيين".

 

قال الرئيس إنه بعد نصف قرن من الصيف المظلم لعام 1974 "لا يزال وطننا يرزح تحت الاحتلال، حيث يفرض الوضع الراهن غير المقبول مخاطر جسيمة ويمنعنا من الاستفادة الكاملة من الآفاق والفرص التي يمكن أن تتاح لقبرص وشعبها. إنني ذكرت مراراً وتكراراً أنه من الضروري أن نتخلص من الاحتلال والانقسام وأن نوفر لأطفالنا آفاقاً مفتوحة من السلام والأمن  والازدهار".

 

أشار الرئيس خريستوذوليذيس إلى أنه بعد عودته من الجمعية العامة للأمم المتحدة، "أستطيع أن أؤكد بثقة أن الجميع يعي الآن نهجنا البناء ويركز على تركيا لاستئناف المفاوضات الموضوعية، على أساس الإطار المتفق عليه".

 

تابع الرئيس بإن الأسبوع كان مليئاً بالاجتماعات المتتالية، وقال "إنني متفائل بأن الاجتماع الذي سيعقد مع الأمين العام للأمم المتحدة وزعيم القبارصة الأتراك في أكتوبر/تشرين الأول سوف يسفر عن نتائج إيجابية. وفي حديثي إلى مواطنينا القبارصة الأتراك، أؤكد لهم أنني أسمع بوضوح قلقهم ورغبتهم في إعادة التوحيد والتعايش والتعاون في وطننا المشترك - جمهورية قبرص، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي".

 

اختتم الرئيس خريستودوليديس حديثه قائلاً "إن دولتنا، جمهورية قبرص، هي أعظم إنجازاتنا وإن حماية وتعزيز مكانتها، سواء على المستوى المحلي أو الدولي هي أولوية قصوى. سنواصل العمل متحدون نحو تحويل بلدنا إلى مكان للسلام والأمن والازدهار والتقدم  للجميع دون استثناءات.

 

 

واق EC/EPH/MMI/2024

نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية